كان "أبو زعبل" – وهذا اسمه الحقيقي – رجلاً أميًا جاهلاً في قريتنا بدلتا مصر، كثير الادعاء، حتى صار مضرب المثل في البطولات الزائفة، وكان يرى نفسه شخصية مهمة جدًا في البلدة ولا يعرف الناس قيمتها، وكان يعاني كثيرًا من تجاهل الناس له وعدم ذكرهم لبطولاته وأمجاده التي لا يراها سواه، بينما يذكرون بفخر العديد من أبناء القرية المشاهير من الوزراء والعلماء والجراحين العالميين وغيرهم. ولما ضاق "أبو زعبل" ذرعًا بهذا التجاهل، هداه شيطانه إلى فكرة مثيرة يجذب بها انتباه الناس ويصبح أحد مشاهير القرية رغمًا عن الجميع، فتراهن مع بعض شباب القرية على أن يجعل الناس تتحدث باسمه وتشير إليه بالبنان، وفي عصر اليوم التالي، فوجئ الناس بـ"أبو زعبل" يجري في طرقات القرية عاريًا كيوم ولدته أمه، ويجري وراءه الصبيان بالحجارة وأعواد الخيزران، والناس في دهشة وذهول من جرأته وتهوره.
الذي لا شك فيه أن "أبو زعبل" قد كسب الرهان بالفعل، وحقق مبتغاه، وسارت بذكره الركبان، ودخل تاريخ المشاهير من أبناء القرية، وإن كان لم يدخلها من باب العلم والعلماء، إنما من باب الحمقى
ملطوووووووووش